أدريانومن نجم البرازيل اللامع إلى السقوط في غياهب النسيان
2025-09-18 06:11:40
احتفى الحساب الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) على تويتر بإتمام نجم المنتخب البرازيلي السابق أدريانو عامه الثامن والثلاثين، مستذكراً إنجازاته الكروية التي جعلته أحد أبرز المهاجمين في جيله. ووصفه فيفا بأنه بطل كأس القارات 2005، وصاحب الكرة الذهبية والحذاء الذهبي كأفضل لاعب وهداف في البطولة.
بلغ أدريانو ذروة تألقه خلال كأس القارات التي أقيمت في ألمانيا، حيث لم تمر مباراة دون أن يضع فيها بصمته. وقد برز بشكل خاص في نصف النهائي أمام منتخب البلد المضيف، وكذلك في المباراة النهائية التي اكتسح فيها المنتخب البرازيلي نظيره الأرجنتيني بأربعة أهداف مقابل هدف واحد، وسجل فيها هدفين رائعين؛ الأول بتصويبة قوية من خارج المنطقة، والثاني بضربة رأس دقيقة.
أدى هذا الأداء الاستثنائي إلى ترشيحه من قبل الكثيرين ليكون خليفة الظاهرة رونالدو نازاريو، لكن الأمور لم تسر كما كان متوقعاً. فبعد أن كان على أعتاب العظمة، بدأ نجمه في الأفول بسبب تأثير رجال العصابات والمخدرات على حياته، مما أدى إلى انطفاء تألقه وانتهاء مسيرته الكروية بشكل مفاجئ وسريع.
ورغم قصر فترة تألقه، إلا أن أدريانو حقق إنجازات كبيرة على مستوى الأندية أيضاً. فقد فاز مع إنتر ميلان بلقب الدوري الإيطالي أربع مرات متتالية بدءاً من موسم 2005-2006، كما حصل مع منتخب البرازيل على لقب كوبا أميركا عام 2004، وشارك في كأس العالم 2006 بألمانيا.
لكن نقطة التحول الدراماتيكية في حياة أدريانو كانت بعد وفاة والده، الذي كان بمثابة الداعم الأساسي له والموجه الذي يحاول السيطرة على سلوكه. بعد هذه الفاجعة، هبط مستواه بشكل مفاجئ عام 2008، وتخلى عنه إنتر ميلان لينتقل إلى نادي ساو باولو البرازيلي. كانت هذه بداية النهاية، حيث عاد إلى مسقط رأسه في حي الصفيح في ريو دي جانيرو، المعروف بارتفاع معدلات الجريمة المنظمة، وبدأت حياته في التدهور.
في هذه الأجواء المليئة بالمخاطر، التف حول أدريانو رجال العصابات، وتغيرت حياته تماماً. زاد وزنه بشكل كبير، وفقد لياقته البدنية، مما دفعه إلى الاعتزال النهائي عام 2011. كما عانى من الاكتئاب والإدمان على الكحول، حتى أنه حاول الانتحار للهروب من واقعه المؤلم، الذي تحول من حياة النجومية العالمية إلى التسكع في أحياء العشوائيات.
قصة أدريانو تبقى واحدة من أكثر القصص مأساوية في عالم كرة القدم، حيث يجسد صعوداً meteoric وسقوطاً مدوياً، تاركاً وراءه أسئلة كثيرة حول ما كان يمكن أن يحققه لو استمر على المسار نفسه.
