برشلونة وريال مدريد يفرضان قيودًا غير مسبوقة على جماهير الفرق المنافسة في كأس الملك
2025-09-08 05:00:55
في تطور مثير للجدل، يواصل ناديَا برشلونة وريال مدريد سياسة تقييد دخول جماهير الفرق المنافسة إلى ملاعبهما خلال منافسات كأس ملك إسبانيا، في خطوة وصفتها وسائل الإعلام المحلية بأنها “سابقة خطيرة” في تاريخ الكرة الإسبانية.
سياسة التقييد تثير الجدل
وفقًا لتقارير صحيفة “ماركا”، يمارس العملاقان الكتالوني والملكي سياسة تمنع مشجعي الفرق الزائرة من ارتداء أي رموز أو ألوان تدل على انتمائهم الفني داخل المدرجات. هذه الإجراءات التي بدأها برشلونة ثم تبناها ريال مدريد لاحقًا، تثير تساؤلات حول مستقبل روح المنافسة الرياضية في إسبانيا.
ويستعد كامب نو لاستضافة مباراة برشلونة وريال سوسيداد مساء الأربعاء المقبل، حيث سيُحرم 162 مشجعًا من فريق سوسيداد من إظهار أي رموز لفريقهم. من جانبه، أعرب إيمانول أغواسيل مدرب ريال سوسيداد عن استيائه قائلاً: “إنه لأمر محزن ألا يتمكن المشجع من دعم فريقه خارج ملعبه”.
تفاصيل القيود في ديربي مدريد
أما في الجانب الآخر من العاصمة، فإن الوضع ليس أفضل بكثير. فبالرغم من أن ريال مدريد سمح لـ334 مشجعًا من أتلتيكو مدريد بحضور الديربي في سانتياغو برنابيو، إلا أن هذا العدد لا يمثل سوى جزء ضئيل من أكثر من 4000 طلب تقدم بهم مشجعو “الروخيبلانكوس”.
وقد فرض النادي الملكي شروطًا صارمة، حيث يجب على مشجعي أتلتيكو شراء التذاكر حصريًا عبر الموقع الرسمي للنادي، مع تحفظ ريال مدريد على حق منع أي مشجع يرتدي ألوان الفريق الزائر من دخول الملعب.
الفرق بين البطولات المحلية والأوروبية
تكشف هذه الأحداث عن تناقض صارخ بين سياسة الأندية الإسبانية في البطولات المحلية وتلك المتبعة في المسابقات الأوروبية. فبينما تفرض قوانين الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (اليويفا) تخصيص 5% على الأقل من سعة الملعب لجماهير الفريق الزائر، لا توجد مثل هذه القيود في البطولات المحلية الإسبانية.
ويأتي هذا الجدل في توقيت حرج، مع استعداد برشلونة لمواجهة مانشستر يونايتد في الدوري الأوروبي، وريال مدريد لاستضافة ليفربول في دوري أبطال أوروبا، حيث ستكون الأندية الإنجليزية معروفة بحضور جماهيري كبير.
ردود فعل وتحليلات
تحاول إدارتا الناديين تبرير هذه الإجراءات تحت ذريعة “الحفاظ على الأمن ومنع العنف”، إلا أن العديد من الخبراء يرون فيها انتهاكًا لروح الرياضة ومحاولة لحرمان الفرق المنافسة من الدعم المعنوي الذي توفره جماهيرها.
ويبقى السؤال الأكبر: هل ستستمر هذه السياسة في المستقبل؟ وما تأثيرها على سمعة الدوري الإسباني الذي يعاني بالفعل من منافسة شرسة مع الدوري الإنجليزي من حيث الجذب الجماهيري والعالمي؟
مع استمرار هذه الممارسات، يبدو أن كرة القدم الإسبانية تقف عند مفترق طرق بين الحفاظ على الأمن وتقويض أحد أهم مقومات الروح الرياضية: دعم الجماهير لفريقها في كل الميادين.
