الصحف الألمانية تُهاجم منتخب بلادها بعد الإخفاق في مونديال قطر 2022
2025-09-03 03:05:55
صبّت الصحف الألمانية جام غضبها على المنتخب الوطني بعد خروجه المُخيب من دور المجموعات في كأس العالم 2022 في قطر، ليُكرر سيناريو الفشل الذي شهده في مونديال روسيا 2018. هذا الإخفاق المتكرر أثار موجة انتقادات حادة تجاه الاتحاد الألماني واللاعبين والجهاز الفني، خاصةً أن ألمانيا كانت تُعتبر من المرشحين التقليديين للقب، وهي التي حصدته أربع مرات في تاريخها.
انتقادات حادة من “كيكر” و”بيلد”
تصدّرت مجلة “كيكر” (Kicker) الصحف الألمانية في هجومها على أداء المنتخب، حيث وصفت الفريق بأنه “تحوّل إلى قزم كروي”، مشيرةً إلى أن المشكلة ليست فقط في الأداء الضعيف، بل في غياب التطوّر رغم مرور سنوات على التراجع. كما وجهت المجلة اتهامات مباشرة إلى قيادات الاتحاد الألماني، بدءًا من المدرب هانسي فليك، ومرورًا بالمدير الرياضي أوليفر بيرهوف، وصولًا إلى رئيس الاتحاد برند نويندورف، مؤكدةً أن “الغرق الكامل للاتحاد يجب أن يتوقف”.
أما صحيفة “بيلد” (BILD)، فكانت أكثر قسوة في تعليقها، حيث وصفت الخروج من المونديال بأنه “نهاية دولة كروية عظمى”، معتبرةً أن ما حدث “إحراج تاريخي”. وأضافت الصحيفة: “هذا ليس مجرد فشل عابر، بل هو انهيار كامل لمنظومة كرة القدم الألمانية التي كانت تُعتبر نموذجًا يحتذى به عالميًا”. كما أشارت إلى أن التراجع بدأ منذ مونديال 2018، ثم تلاه خروج مخيب من دور الثمانية في يورو 2021، قبل أن يُكرر المنتخب سيناريو الفشل في قطر.
قلق على الحالة النفسية للاعبين.. وكيميش في المقدمة
أعربت وسائل الإعلام الألمانية عن قلقها من الآثار النفسية لهذا الفشل على اللاعبين، خاصةً نجم بايرن ميونخ جوشوا كيميش، الذي وصف الخروج بأنه “أسوأ يوم في حياته”. ونقلت “بيلد” عن كيميش قوله: “أخشى أن أقع في حفرة نفسية.. عندما ترتبط إخفاقات المنتخب باسمك، فهذا أمر مؤلم جدًا”.
كما أشارت التقارير إلى أن كيميش، الذي انضم للمنتخب عام 2016، عاش فترات من النجاح مع بايرن ميونخ، لكنه شهد أيضًا تراجعًا كبيرًا مع المنتخب، مما قد يؤثر على أدائه مستقبلًا.
هل انتهى عصر ألمانيا الكروي؟
اتفقت معظم وسائل الإعلام الألمانية على أن المنتخب لم يعد ضمن النخبة العالمية، حيث أكد موقع “فوكوس” (Focus) أن “ألمانيا لم تعد ذلك الفريق الذي يخشاه الجميع في البطولات الكبرى”، مضيفًا أن “الأسباب طويلة، والعلاج يحتاج إلى إصلاحات جذرية”.
من جهتها، قالت إذاعة “دويتشه فيله” إن كأس العالم 2022 أثبتت أن ألمانيا “لم تعد فريقًا من الدرجة الأولى، بل مجرد فريق عادي”، وهو وصف قاسٍ لكنه يعكس حجم الصدمة التي يعيشها الجمهور الألماني بعد خيبة الأمل المتكررة.
ماذا بعد؟
مع استضافة ألمانيا لبطولة كأس أوروبا 2024، يزداد القلق من استمرار التراجع، خاصةً أن الوقت أصبح ضيقًا لإجراء التغييرات المطلوبة. السؤال الآن: هل ستتمكن ألمانيا من استعادة مجدها الكروي، أم أن عصر الهيمنة الألمالية على كرة القدم قد انتهى إلى الأبد؟
