2025-07-29 16:58:44
بعد سنوات من الاعتماد على جيل ذهبي قاده عمالقة مثل تشافي وإنييستا وسيلفا، يدخل المنتخب الإسباني مرحلة انتقالية حاسمة تحت قيادة المدرب لويس إنريكي، الذي يعمل على صياغة هوية جديدة للفريق تعتمد على مواهب شابة واعدة. وفي الأسابيع الأخيرة، برز اسمان بقوة كرموز لهذا التحول: ماركو أسينسيو وساؤول نيغيز، اللذان قدما عروضاً مبهرة في انتصارات إسبانيا الأخيرة على إنجلترا (2-1) وكرواتيا (6-0).
ساؤول نيغيز: من التهميش إلى القيادة
لم يكن ساؤول نيغيز جزءاً من خطة المنتخب في كأس العالم 2018، بل إنه انتقد علناً قرار الاتحاد الإسباني بإقالة جولين لوبيتيغي قبل البطولة. لكن تحت قيادة إنريكي، تحول لاعب أتلتيكو مدريد (23 عاماً) إلى عنصر أساسي في خط الوسط، حيث أظهر قدرة فائقة على الانتقال بين الدفاع والهجوم. وسجل ساؤول هدفين في المباراتين الأخيرتين، مؤكداً أنه ليس مجرد لاعب واعد، بل قائد محتمل للجيل القادم.
ماركو أسينسيو: الموهبة التي انتظرتها إسبانيا
أما ماركو أسينسيو (22 عاماً)، نجم ريال مدريد، فقد قدم أحد أفضل عروضه مع المنتخب في مباراة كرواتيا، حيث سجل هدفين وصنع ثلاثة آخرين. يتمتع أسينسيو بلمسة سحرية وقدرة على التسديد القوي بالقدم اليسرى، وهي مهارة كانت إسبانيا تفتقدها منذ اعتزال دافيد فيا. مع أدائه المتكامل، أصبح أسينسيو الخيار الأمثل لتجديد خط الهجوم الإسباني.
رؤية إنريكي: التطور بدلاً من الثورة
رغم التغييرات الكبيرة، يرفض إنريكي وصف التحول بأنه “ثورة”، مفضلاً مصطلح “تطور” ليعكس استمرارية الروح الإسبانية مع دماء جديدة. ومع تقاعد معظم نجوم الجيل الذهبي، لم يتبق سوى سيرجيو راموس وسيرجيو بوسكيتس كجسر بين الماضي والحاضر.
الآن، التحدي الأكبر لهذين الشابين هو الحفاظ على هذا المستوى، خاصة مع اقتراب بطولة أمم أوروبا 2020. إذا نجحا، فقد يصبحان وجهي إسبانيا الجديدين، ويحققان الحلم الذي بدأه أسلافهما: إعادة “الماتادور” إلى منصات التتويج العالمية.